معاناة مصححي الثانوية العامة

تتعلق قلوب طلاب الثانوية العامة وأسرهم بأعمال تصحيح مواد الثانوية العامة الجارية الأن ماجعلنى أتابع عن كثب معاناة المصححين أثناء عملية التصحيح التى تتم حاليا خلال شهر رمضان، وماينتظر أن يعقبها من معاناة أخرى لعدد من أولياء الأمور الأمر الذى يدفعهم إلى التقدم بشكاوى بعد أعلان نتيجة الثانوية العامة لأعادة التصحيح لأوراق أجابات أبناءهم لعدم رضاهم عن الدرجات التى حصلوا عليها أولادهم خلال عملية التصحيح ، والدليل وصول عدد الشكاوى كل عام لعدة ألأف من الشكاوى .
وتتلخص غًالبية معاناة المصححين لمواد الثانوية العامة هذا العام أن أيام التصحيح جاءت خلال أيام صيام شهر رمضان ، وتضررهم من أرتفاع درجة الحرارة والعطش والسهر حتى السحور قبل القدوم للكنترول ،وهو مايؤثر على تركيز المصححين أثناء تقدير الدرجات بأوراق الأجابة للطلاب ،وأن الفصول التى تتم فيها عملية التصحيح غير مريحة إو مهيئة بصورة كبيرة للتصحيح ، ويبذل موجهى المواد جهودا كبيرة قدر أستطاعتهم لمراجعة أعمال رصد الدرجات والمراجعة لأوراق الأجابة، وأعتقادى أنه ربما يؤثر هذا المجال المشحون بالضغوط وسوء حالة الطقس على حسن تقدير المصححين للدرجات للطلاب ،أو عدم تصحيح بعض الأجزاء البسطة فى أوراق الأجابة دون تقدير درجات لها بسبب الإجهاد وقلة عدد أيام التصحيح، خاصة بعد قيام الوزارة بأعادة توزيع الدرجات فى المواد التى يشكو منها الطلاب لصعوبة الأمتحان .
كما أن عدد كبير من المصصححين القادمين من محافظات بعيدة للمشاركة فى التصحيح يتكبدون مشقة الحضور من بعد صلاة الفجر حتى يصلون للكنترولات مبكرا قبل الساعة الثامنة صباحا ناهيك عن حالة الأرهاق الشديدة التى يتعرضون لها وقت الظهيرة قبل أنصرافهم من مقار كنترولات التصحيح فى الثالثة ظهرا، فى حين أن بعض المصححين الذين يضرون للمبيت فى الأماكن التى حددتها الوزارة يشتكون من تواضع التجهيزات بالغرف المحددة لأقامتهم طوال مدة التصحيح مايجعلهم يستعجلون العودة لمنازلهم .
أما القضية الرئيسية لدى معظم المصححين هو ضعف العائد المالى أو مكافأة التصحيح التى يحصلون عليها مقابل عملية التصحيح التى تستمر لنحو مدة عشرة أيام فى كل مادة ولايزيد متوسط مايحصل عليه كل مصحح بين ٥٠٠جنيها حتى ٨٠٠ جنيها فقط، وأذا ماتم أستقطاع تكلفة المواصلات والتنقلات ينخفض إجمالى مايتبقى لكل مصحح إلى نحو النصف تقريبا وربما تزيد فى بعض الإحيان عندما توقع خصومات على بعض المصححين بالخصم من راتبهم الشهرى فى حالة حدوث أخطاء منهم فى عملية التصحيح وهو مبدأ هام للحفاظ على مستقبل الطلاب أثناء التصحيح لإوراق الأجابة .
وبعض المصححون يفضلون أن يتم تقديم موعد أجراء أمتحان الثانوية العامة وعملية التصحيح لمدة ٣أسابيع العام القادم للأبتعاد قدر الأمكان عن شهر رمضان ، وأعداد خريطة جديدة لعملية التصحيح لكى تتم بطريقة مختلفة دون تكبد المصححيين معاناة السفر لساعات طويلة ،ورفع قيمة مكافأة تصحيح الثانوية العامة ، كل هذا هدفه القضاء على معاناة المصححين ومن بعدهم الطلاب وأسرهم.